منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


5 مشترك

    موسوعة شهداء الاسلام

    حبيبه الرحمن
    حبيبه الرحمن
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    انثى عدد الرسائل : 73
    العمر : 32
    nbsp : موسوعة شهداء  الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60960

    موسوعة شهداء  الاسلام Empty موسوعة شهداء الاسلام

    مُساهمة من طرف حبيبه الرحمن 23/10/2007, 8:12 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْأَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ آل عمران169

    صَدَقَ اللّهُالْعَظِيمِ
    أقدم هذا الموضوع الى
    شهدائنا الابرار
    وروحهم الذكية
    وسيرتهم العطرة
    تحية من قلبى لشهداء الكلمه
    فلقد أعلوا كلمة التوحيد
    لا اله الا الله محمد رسول الله
    بمالهم وبروحهم وباجسادهم
    فلقد باعوا انفسهم حقاً لله
    لنصرة دينه
    [center]فخلدوا بأحرف من نور فى الدنيا والآخرة

    الحلقة الأولى
    سيد الشهداء
    حمزة بن عبد المطلب
    من الطبقة الأولىالسابقة في الإسلام ممن شهد بدراً من المهاجرين والأنصار
    عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة
    أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية.
    كنيته أبو عمارة/ أبو يعلى
    أبنائهو كان له من الولد : يعلى ، و عامر ، و بنت ـ و هي التي اختصم بهازيد و جعفر و علي ـ و اسمها أمامة .
    ألقابه سيد الشهداء / أسد الله وأسد رسوله
    ميلاده وطفولته
    ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ -رضي الله عنه- وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً.
    فهما من جيل واحد نشأ معا، ولعبا معا، وتآخيا معا كان يتمتع بقوة الجسم، وبرجاحة العقل، وقوة الإرادة، فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش، وعندما بدأت الدعوة لدين الله كان يبهره ثبات ابن أخيه، وتفانيه في سبيل إيمانه ودعوته، فطوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود... يوم إسلامه.
    اسلام حمزة
    كان ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيره وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان حمزة -رضي الله عنه- عائدا من القنص متوشحا قوسه، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج اليه وكان اذا عاد لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معه، فلما مر بالمولاة قالت له: (يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام - ابو جهل بن هشام المخزومي وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد -صلى الله عليه وسلم-).
    فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى ولم يقف على أحد، معدا لأبي جهل اذا لقيه أن يوقع به، فلما وصل الى الكعبة وجده جالسا بين القوم، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له: (أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول؟... فرد ذلك علي ان استطعت). وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذودعن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..لقدنذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله
    عليهوسلم عليه هذا اللقب العظيم::أسد الله ، وأسد رسوله::
    ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً
    حمزة وجبريل
    سأل حمزة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يريه جبريلَ في صورته، فقال: (إنك لا تستطيع أن تراه)... قال: (بلى)... قال: (فاقعد مكانك)... فنزل جبريل على خشبة في الكعبة كان المشركون يضعون ثيابهم عليها إذا طافوا بالبيت، فقال: (أرْفعْ طَرْفَكَ فانظُرْ)... فنظر فإذا قدماه مثل الزبرجد الأخضر، فخرّ مغشياً عليه.
    حصار الشعب


    في السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منهفي السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة.
    هجرته


    ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي عليه السلام بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول عليه السلام بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول صلى الله عليه وسلم.
    جهاده


    وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام مكة المكرمة بقيادة أبي سفيان بن اميه في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين.
    شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة ودّان -قرية قريبة من الجحفة بين مكة والمدينة- وحمل لواء الغزوة. وظهرت بطولته رضي الله عنه في معركة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما قتل عدداً آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلى بلاء حسناً، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون ذلك فعل بنا الأفاعيل، وقد كان حمزة بحق بطل غزوة بدر الكبرى، وبعد معركة بدر وفي شهر شوال من السنة الثانية للهجرة كان حمزة رضي الله عنه حاملاً لواء النبي لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة، وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد التي حدثت في شهر شوال سنة 3هـ، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول صلى الله عليه وسلم بسيفين كأنه الجمل الأورق.
    استشهاد حمزة
    (اخرج مع الناس، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق) هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي (وحشي غلام جبير بن مطعم)، لتظفر برأس حمزة مهما كان الثمن، الحرية والمال والذهب الوفير، فسال لعاب الوحشي، وأصبحت المعركة كلها حمزة -رضي الله عنه-، وجاءت غزوة أحد، والتقى الجيشان، وراح حمزة -رضي الله عنه- لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه، وأخذ يضرب اليمين والشمال و(الوحشي) يراقبه.
    وحشى يروى كيف قتل حمزة
    عَنْجَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ:
    خَرَجْتُأَنَا وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَغَازِيَيْنِ، فَمَرَرْنَا بِحِمْصَ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ بِهَا.
    فَقَالَابْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ أَنْ نَسْأَلَ وَحْشِيّاً كَيْفَ قَتَلَحَمْزَةَ؟
    فَخَرَجْنَا نُرِيْدُهُ، فَسَأَلْنَا عَنْهُفَأَتَيْنَاهُ،.
    قُلْنَا: إِنَّا أَتَيْنَا لِتُحَدِّثَنَا كَيْفَقَتَلْتَ حَمْزَةَ؟
    قَالَ: سَأُحَدِّثُكُمَا بِمَا حَدَّثْتُ بِهِرَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
    كُنْتُ عَبْدَجُبَيْرِبنِ مُطْعَمٍ، وَكَانَ عَمُّهُ طُعَيْمَةُ بنُ عَدِيٍّ قُتِلَ يَوْمبَدْرٍ.
    فَقَالَ لِي: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ فَأَنْتَحُرٌّ.
    وَكُنْتُ صَاحِبَ حَرْبَةٍ أَرْمِي، قَلَّمَا أُخْطِئُ بِهَا،فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَلَمَّا الْتَقَوْا أَخَذْتُ حَرْبَتِي، وَخَرَجْتُأَنْظُرُ حَمْزَةَ، حَتَّى رَأَيْتُهُ فِي عُرْضِ النَّاسِ مِثْلَ الجَمَلِالأَوْرَقِ، يَهُدُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَدّاً، مَا يُلِيْقُ شَيْئاً، فَوَاللهِإِنِّي لأَتَهَيَّأُ لَهُ إِذْ تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سِبَاعُ بنُ عَبْدِ العُزَّىالخُزَاعِيُّ.
    فَلَمَّا رَآهُ حَمْزَةُ، قَالَ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَاابْنَ مُقَطِّعَةِ البُظُوْرِ.
    ثُمَّ ضَرَبَهُ حَمْزَةُ، فَوَاللهِلَكَأَنَّ مَا أَخْطَأَ رَأْسَهُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئاً قَطُّ كَانَ أَسْرَعَ مِنْسُقُوْطِ رَأْسِهِ.
    فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي، حَتَّى إِذَا رَضِيْتُعَنْهَا، دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ، فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ، حَتَّى خَرَجَتْ بَيْنَرِجْلَيْهِ، فَوَقَعَ، فَذَهَبَ لِيَنُوْءَ، فَغُلِبَ، فَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا،حَتَّى إِذَا مَاتَ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَىالعَسْكَرِ، فَقَعَدْتُ فِيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي حَاجَةٌبِغَيْرِهِ.
    فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ- مَكَّةَ هَرَبْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَفْدُ الطَّائِفِلِيُسْلِمُوا، ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَقُلْتُ أَلْحَقُبِالشَّامِ، أَوِ اليَمَنِ، أَوْ بَعْضِ البِلاَدِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي ذَلِكَمِنْ هَمِّي، إِذْ قَالَ رَجُلٌ:
    وَاللهِ إِنْ يَقْتُلُ مُحَمَّدٌأَحَداً دَخَلَ فِي دِيْنِهِ.
    فَخَرَجْتُ، حَتَّى قَدِمْتُ المَدِيْنَةَعَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (وَحْشِيٌّ؟).
    قُلْتُ: نَعَمْ.
    قَالَ: (اجْلِسْ، فَحَدِّثْنِي كَيْفَقَتَلْتَ حَمْزَةَ).
    فَحَدَّثْتُهُ كَمَاأُحَدِّثُكُمَا.
    فَقَالَ: (وَيْحَكَ! غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ، فَلاَأَرَيَنَّكَ).
    فَكُنْتُ أَتَنَكَّبُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيْثُ كَانَ، حَتَّى قُبِضَ.
    فَلَمَّا خَرَجَالمُسْلِمُوْنَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، خَرَجتُ مَعَهُم بِحَرْبَتِي الَّتِي قَتَلْتُبِهَا حَمْزَةَ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، نَظَرْتُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ وَفِييَدِهِ السَّيْفُ، فَوَاللهِ مَا أَعْرِفُهُ، وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِيُرِيْدهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَكِلاَنَا يَتَهَيَّأُ لَهُ.
    حَتَّىإِذَا أَمْكَنَنِي، دَفَعْتُ عَلَيْهِ حَرْبَتِي، فَوَقَعَتْ فِيْهِ، وَشَدَّالأَنْصَارِيُّ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَاقَتَلَهُ.
    فَإِنْ أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِبَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَتَلْتُ شَرَّالنَّاسِ.
    وكانت هند بنتعتبة زوجة أبي سفيان .. قد أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندماعاد بها الى هند كان يناولهاالكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها
    بيسراه .. مكافأة له على انجاز
    وحينما رأت هند حمزة بين الشهداء علت صخرة مشرفة وصرخت بأعلى صوتها قائلة :
    نحن جزيناكم بيوم بدر
    والحرب بعد الحرب ذاتسعر
    ما كانمن (عتبة) لي من صبر
    و لا أخيوعمه وبكري
    شفيتنفسي وقضيت نذري
    شفيتوحشي غليل صدري
    فشكروحشي علي عمري
    حتى ترمأعضمي في قبري
    ثم عادت بعد ذلك تقول :
    شفيت منحمزة نفسي بأحد
    حتى بقرتبطنه عن الكبد
    أذهبتعني ذاك ما كنت أجد
    من لذعةالحزن الشديد المعتمد
    .
    وفى رواية أخرى لوحشى نفسه
    عنجعفر بن عمرو الضمري قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام . فلماقدمنا حمص قال لي عبيد الله : هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟ قلت : نعم . و كانوحشي يسكن حمص . فجئنا حتى وقفنا عليه فسلمنا فرد السلام ، و عبيد الله معتجربعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه و رجليه . فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا و الله ، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة فولدت لهغلاماً فاسترضعه ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فكأني نظرت إلى قدميه . فكشف عبيد الله وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ فقال : نعم ، إن حمزة قتلطعيمة بن عدي ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر . فلماخرج الناس عام عينين ـ قال : و عينين جبل أحد بينه و بينه واد ـ خرجت مع الناس إلىالقتال فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال : هل من مبارز ؟ فخرج إليه حمزة فقال : يا سباع ، يا ابن أم أنمار ، يا بن مقطعة البظور : أتحارب الله و رسوله ؟ ثم شدعليه فكان كأمس الذاهب و كمنت لحمزة تحت صخرة حتى مر علي فلما أن دنا مني رميتهبحربتي فأضعها في ثنته ، حتى دخلت بين وركيه ، و كان ذلك آخر العهد به . فلما رجعالناس رجعت معهم فأقمت بمكة ، حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف . فأرسلواإلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلاً فقالوا : إنه لا يهيج الرسل فخرجت معهمحتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآني قال : أنت وحشي ؟ قلت : نعم . قال أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان من الأمر ما بلغك يا رسول الله . قال : أماتستطيع أن تغيب وجهك عني ؟ قال : فرجعت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج مسيلمة الكذاب قلت : لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافيء به حمزة . فخرجت معالناس فكان من أمرهم ما كان . قال : و إذا رجل قائم من ثلمة جدار كأنه جمل أورق ،ثائر رأسه ، قال : فأرميه بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه . قال : ودب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته . قال عبد الله بن الفضل : فأخبرنيسليمان بن يسار ، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : فقالت جارية على ظهر بيت : واأمير المؤمنين قتله العبد الأسود . انفرد بإخراجه البخاري
    حزن الرسول على حمزة
    وخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به،ورآه قتيلاً بكى، فجدع أنفه وأذناه، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين رأى ما رأىSadرحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات)، وقال أيضاً (لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليَّ من هذا)
    وقال أيضاً(لَوْلاَ جَزَعُ النِّسَاءِ، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْحَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَبُطُوْنِ السِّبَاعِ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم !).
    فلما رأى المسلمون حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: (والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب).
    ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة ، يكرمه مرة أخرى بأنيجعل منمصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد ، ويجعل الرحمة حتىفي العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..
    وهكذا لم يكد الرسول صلى اللهعليه وسلم يفرغ من إلقاء وعيده السالف
    حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه فنزل قوله تعالى: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون).
    وكان نزولهذه الآيات ، في هذا الموطن ، خير تكريم لحمزة رضي اللهعنه الذي وقع أجرهعلى الله ..
    فعفا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهى عن المثلة، وأمر بحمزة فسجي ببردة، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة... وكان ذلك يوم السبت، للنصف من شوال، سنة (3) للهجرة.(624م) وله من العمر نحو (58سنة)ثم أمر رسول صلى الله عليه وسلم بحمزة رضي الله عنه فدفن في موقع المعركة في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش وقبرهما معروف حتى اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيد الشهداء،
    البكاء على حمزة
    مرّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبكى، ثم قال: (لَكِنَّ حَمْزَةَ لاَبَوَاكِي له)... فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولمّا سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه، فقال: (ارجعن يرحمكن الله، فقد آسيتنّ بأنفسكم).
    أجمل عزاءللنبي لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيمحمزة رضىالله عنه فادحا ، وكان العزاء فيه مهمة صعبة ، بيد أن الأقدر كانتتدخرلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء.
    ففي طريقه من أحد الىداره مر صلى الله عليه وسلم بسيدة من بني ديناراستشهد في المعركة أبوهاوزوجها ، وأخوها.. وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهمعنأنباء المعركة.. فنعوا إليها الزوج .. والأب .. والأخ.. وإذا بهاتسألهم في لهفة : وماذا فعل رسول الله ؟؟قالوا : خيرا.. هو بحمد الله كماتحبين ..
    قالت : أرونيه ، حتى أنظر إليه .. ولبثوا بجوارها حتى اقتربالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما رأتهأقبلت نحوه تقول :
    ( كلمصيبة بعدك ، أمرها يهون )
    لقد كان هذا أجمل عزاء ولعل الرسول صلى الله عليهوسلم قد ابتسملهذا المشهد الفذ الفريد ، فليس في دنيا البذل ، والولاء ،والفداءلهذا نظير.. لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعلمنه للرسول الكريمصلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء..في أسداللهوسيد الشهداء..
    فضل حمزة
    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سيد الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب)... كما قال لعلي بن أبي طالب: (يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب).
    فيقول : (( جاءني جبريل فأخبرني : أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السماوات السبع .. حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم )).
    عَيْن معاوية
    لمّا أراد معاوية أن يُجري عَيْنَهُ التي بأحد كتبوا إليه: (إنّا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء)... فكتب إليهم: (انْبُشُوهم)... يقول جابر بن عبدالله: (فرأيتهم يُحْمَلون على أعناق الرجال كأنّهم قوم نيام)... وأصابت المسحاةُ طرفَ رِجْلِ حمزة بن عبد المطلب فانبعث دَمَاً.
    رثاؤه
    [b]رثاه عدد من الشعراء منهم عبد الله بن رواحة الذي يقول فيه :
    بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
    على أسد الإله غداة قالوا أحمزة ذاكم الرجل القتيل
    أصيب المسلمون به جميعاً هناك وقد أصيب به الرسول
    مقبرة حمزة
    "هنا مقبرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول عليه السلاموأخوه بالرضاعة، وهو يتوسط قبرين، " مقبرة "شهداء أحد" بالمدينة المنورة
    قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى

    اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَمَّا أُصِيْبَ إِخْوَانُكُم بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُأَرْوَاحَهُم فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ، وَتَأْكُلُمِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيْلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّالعَرْشِ.
    فَلَمَّا وَجَدُوا طِيْبَ مَأْكَلِهِم وَمَشْرَبِهِموَمَقِيْلِهِم، قَالُوا:
    مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّنَاأَحْيَاءٌ فِي الجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلاَّ يَنْكلُوا عِنْدَ الحَرْبِ، وَلاَيَزْهَدُوا فِي الجِهَادِ؟
    قَالَ اللهُ: أَنَا أُبَلِّغُهُمعَنْكُم).
    فَأُنْزِلَتْ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوا فِيسَبِيْلِ اللهِ أَمْوَاتاً}
    هذا هو حمزة البطل الشهيد الذي قال في حقه صلوات الله وسلامه عليه في حديث رواه جابر : (( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب )) والذي عاش لإيمانه وفي سبيه مات فسلام عليه (( ... مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ...)) إلى يوم الدي[/


    يتبع ان شاء الله
    avatar
    الباحثة عن الحق
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    عدد الرسائل : 1930
    nbsp : موسوعة شهداء  الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60800

    موسوعة شهداء  الاسلام Empty رد: موسوعة شهداء الاسلام

    مُساهمة من طرف الباحثة عن الحق 23/10/2007, 8:45 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رحم الله شهداءنا الابرار وجمعنا واياهم فى أعلى درجات الجنة

    أسجل اعجابى بموضوعك أختى الفاضلة حبيبة الرحمن

    وفى انتظار سيرة شهداء الاسلام

    جزاك الله خيرا
    هبة الله
    هبة الله
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 1867
    العمر : 40
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : موسوعة شهداء  الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 12
    نقاط : 60662

    موسوعة شهداء  الاسلام Empty رد: موسوعة شهداء الاسلام

    مُساهمة من طرف هبة الله 24/10/2007, 8:24 pm

    بارك الله فيك أختي حبيبة الرحمن على هذه السيرة العطرة
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : موسوعة شهداء  الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60110

    موسوعة شهداء  الاسلام Empty رد: موسوعة شهداء الاسلام

    مُساهمة من طرف zmzm 16/6/2008, 8:27 pm

    بارك الله فيكى اختى حبيبة الرحمن سيتم نقل الموضوع الى قسم الصحابة
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : موسوعة شهداء  الاسلام Palestineflsmnwmls2
    nbsp : موسوعة شهداء  الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 58191

    موسوعة شهداء  الاسلام Empty رد: موسوعة شهداء الاسلام

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 17/6/2008, 3:48 am

    جزاك الله خيرا موضوع مميز

      الوقت/التاريخ الآن هو 13/5/2024, 10:54 am