منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


    لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير

    tetoooouae
    tetoooouae
    المشرف المميز


    ذكر عدد الرسائل : 2288
    العمر : 48
    البلد : EGYPT
    الهوايات المفضلة : FRIENDSHIP,INTERNET,SPORTS
    nbsp : لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60888

    لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير Empty لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير

    مُساهمة من طرف tetoooouae 17/1/2010, 2:53 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم




    الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على رسول الله و بعد :

    عبارة قرأتها كثيرا في أكثر من منتدى ، وفي أكثر من توقيع ، ومرّت بي العِبَارة كثيرا ! إلاّ أنها استوقفتني مَرّة مِن الْمَرّات ، فوقفتُ مُتأمِّلاً في قولهم : لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير ، ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير ! فتذّكَرتُ شَكوى نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ، حينما بَثّ حُزنه وشكواه إلى الله ، فقال : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) .




    قال ابن كثير في تفسير الآية
    : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي) أي : هَمِّي وما أنا فيه (إِلَى اللَّهِ) وَحْدَه . اهـ .




    وقال ابن عادل الحنبلي
    : والبَثُّ : أشَدُّ الحزن ، كأنَّه لِقُوّته لا يُطاق حَمْله . اهـ .


    وقال القاسمي
    : أي : لا أشكو إلى أحدٍ منكم ومِن غيركم ، إنما أشكو إلى ربي داعيًا له ، وملتجئا إليه ، فَخَلّوني وشِكايتي . ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ) أي : لمن شكا إليه من إزالة الشكوى ، ومَزِيد الرحمة : ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ما يُوجب حُسن الظن به ، وهو مع ظنّ عَبْدِه بِه . اهـ .


    ووقفتُ مع شكوى الْمُجادِلَة
    .. (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) ، وفي بعض الآثار : " قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفِراق زوجي " .



    فالْهَمّ العظيم لا يُشكَى إلاّ إلى الله ؛ لأنه لا يَكشفه إلاّ الله
    .



    فَشَكوى الْهَـمّ إلى الله مشروعة
    ، بل هي مطلوبة شرعا ..


    واشتُهِر عن عليّ رضي الله عنه قوله
    : أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري .


    قال الأصمعي
    : يعني همومي وأحزاني .



    قال أبو إسحاق الشيرازي
    :

    لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا *** وَقمِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجـدُ
    وقُلتُ يا أمَلـي فـي كـلِّ نائبـة
    ***
    ومَن عليه لكشف الضُّـرِّ أعتمد
    أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا
    ***
    ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
    وقد مدَدْتُ يدِي بالـذُّلِّ مبتهـلاً
    ***
    أليك يا خير من مُـدَّتْ أليـه يـدُ
    فـلا ترُدَّنهـا يـا ربِّ خائـبـةً
    *** فبَحْرُ جودِكَ يروي كل مـنْ يَـرِد




    ولا يعني هذا أن لا يُشكَى إلى غير الله ؛ لأن في الشكوى تخفيفا وتسلية ..


    " وهذا ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل الـتَّسَخُّط
    ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ، وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى " كما قال القرطبي .



    وربما شَكَا الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يَجِدون
    ..



    قَال خَبَّاب بْن الأرَتّ رضي الله عنه
    : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ .. رواه البخاري .



    وقال رضي الله عنه
    : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة في الرمضاء فَلَم يُشْكِنا . رواه مسلم .



    وفي المسْنَد
    : قال الزبير بن عدي : شَكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج ! فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام - أو يوم - إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .



    قال أبو طلحة رضي الله عنه
    : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع .. رواه الترمذي .


    وقال الحارث بن يزيد البكري
    : خرجتُ أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. رواه الإمام أحمد .



    وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
    : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشكو جارَه ... رواه أبو داود .



    وعند البخاري من حديث عَدِيّ بْن حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال
    : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلانِ ؛ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَة ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ ...


    والعَيْلة
    : هي الفَقْر .



    قال القرطبي في تفسيره
    : فأما الشكوى على غير مُشْكٍ فهو السَّفَه ، إلاَّ أن يكون على وَجه البثّ والـتَّسَلِّي . اهـ .



    وعلى كُلّ فإن قولهم
    : " لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير ، ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير " ، وإن كان ما قَصَدُوه وَاضِحًا ، إلاّ أنّ قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير " ، مُتضمّن لِعدم شكوى الْهَمّ إلى الله .. وهذا خِلاف المشروع من شكوى الْهَمّ إلى الله الذي بِيدِه مفاتيح الفَرَج ..



    وأنشد بعضهم
    :

    إذا الحادثات بَلَغْنَ الْمَدَى *** وكادت تَذوب لَهُنّ الْمَهْج
    وحَلّ البلاء وقَلّ العَزاء *** فعند التناهي يكون الفَرَج

    و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو 10/5/2024, 6:55 pm