منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


3 مشترك

    أضواء من الآيات

    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 54
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : أضواء من الآيات 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 57846

    أضواء من الآيات Empty أضواء من الآيات

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 7/3/2009, 8:09 am

    أضواء من الآيات InJ08435
    إلا تنصروه فقد نصره الله
    أضواء من الآيات TT208435
    سنةٌ إسلاميةٌ هجريةٌ جديدة ، تطالعنا والكروب والحروب تلف العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه .. الدماء تسيل بغزارة في كل مكان ، والأشلاء تتناثر هنا وهناك ، تشرق علينا ذكرى الهجرة النبوية ، ونقف لنستلهم منها ما يضيء لنا واقعنا الأليم ، ونقترئ من الدروس والعبر ما يحل مشاكلنا المستعصية ، حيث أنوار الهجرة لا تنقطع ، ودروسها لا تنتهي .
    وكما هو الحال في الماضي التليد ، تتنزل الآيات عند كل حدث ، تذكّر بالهجرة وتعيدها إلى الأذهان ، وتلقي أضواءً كاشفةً على ذلك الواقع .
    ففي بدر بعد النصر حيث الشدائد والاضطهاد والتعذيب ، تتنزل الآيات تذكّر بالهجرة وبما صنعه الأعداء من آلامٍ وإيذاء ، وبما نسجوه من مؤامرةٍ خبيثةٍ للخلاص من صاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، لكيلا تأخذ المسلمين بالأعداء شفقةٌ ولا رحمة ، وذلك حمايةً للحياة والأحياء مما يفعله المجرمون الظالمون .
    {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال 26-30] .
    وفي أُحُد حيث مرارة الهزيمة يأتي الحديث عن الهجرة مبيناً أن هذا الدين ، الذي جاء بالسعادة للعالمين ، لا يمكن أن يحمله ويحميه الضعاف المهازيل ، بل أولئك الذين يضحون ويخاطرون ، ويتركون الغالي والنفيس ، مهاجرين إلى الله ورسوله .
    أما المتعلقون بالدنيا المؤثرون لها فليس باستطاعتهم حمل المبادئ ولا حماية الدين ، قال الله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [سورة آل عمران 195].
    وهكذا يأتي الحديث عن الهجرة في سورة النساء: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [سورة النساء 97]، وكذلك في سورة الأنفال {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [سورة الأنفال 74]، وفي سورة البقرة والتوبة والنحل والحج والممتحنة والتغابن والحشر يجيء الحديث عن الهجرة إبرازاً لدرسٍ يستفاد والتقاطاً لعبرةٍ تكتسب .
    والآيات التي نعيش أضواءها جاءت على ذات النسق الذي ألمعنا إليه {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة 40]، فهي لم تنزل كما يتصور الكثيرون في وقت الهجرة ، وإن كانت تتحدث عنها بصراحةٍ ووضوح ، وإنما نزلت بعد تسع سنين من الهجرة ، وذلك إبان معركة تبوك ، آخر معركةٍ خاضها المسلمون ضد الرومان الذين اغتالوا الدعاة المسالمين ، واعترضوا طريق الدعوة ، وخططوا للقضاء على صاحب الرسالة .
    هنا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج في مواجهة الرومان ، والأيام عصيبةٌ والظروف عسيرةٌ وفي تلك الأحوال المهولة ، تنزلت الآيات تهيب بالمؤمنين أن ينفروا في سبيل الله ، حمايةً للثمرات التي قطفوها ودفعاً للمعتدين عن النيل من هذا الدين ، وتخوفهم من عاقبة التقاعس والتثاقل ، وتتهددهم بالاستبدال إذا هم لم ينفروا إلى قتال الأعداء {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة التوبة 39]، وتذكّر المتثاقلين عن الجهاد والمتخوفين من جيش الرومان أن النصر لا يخضع لقانون الأرض ، بل هو من عند الله حصراً مهما كانت الظروف ، ومهما اشتدت الوطأة ، لا يخضع لعددٍ ولا لعتاد ، وإنما يجري وفق وعدٍ صادق {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم 47]، فتذكّر بالهجرة حيث نجّا القدير سبحانه سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وصاحبه من موتٍ مؤكّد ، وحقق له النصر المبين في أحلك الظروف ، وردّ المطارِدين خائبين محسورين {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ} [سورة التوبة 40].
    تدبّر معي آيات الذكر الحكيم ، وانظر كيف يسمي الله سبحانه وتعالى الهجرة نصراً وهي مطاردةٌ مفزعةٌ لرجلٍ واحدٍ ، ليس معه سوى صاحبه الصديق يؤنسه ويخدمه ، وغايته هي الوصول إلى مكانٍ آمنٍ يستطيع فيه نشر الفضائل والعدل والحق والخير .
    لقد تألبت عليه مكة كلها ، وعشرات الفرسان المدججون بالسلاح يبحثون في جنونٍ موتورٍ؛ عن رجلين قد هصرهما الجوع والتعب؛ حتى اضطروهما إلى الاختباء في الغار .
    وفي منطق قوانين الأرض الخاضع للرؤية المحدودة من الصعب جداً أن يكون ثمة نصرٌ في هذه المطاردة الأليمة ، والمحاصرة الشديدة .
    ولكن القرآن الكريم مع كل ما تقدم يسمي ذلك نصراًإشارةً إلى أنه من أكبر ألوان النصر أن يرجع الأعداء دون أن يحققوا أهدافهم ، فلقد باؤوا بالفشل وأسقط في أيديهم ولم يستطيعوا القبض على صاحب الرسالة بل واصل طريقه حتى بلغ غايته .
    ولأنها كانت باليقين فاتحة الانتصارات من بعدها ، فقد بدأت مرحلةٌ جديدة حتى تحقق الفتح المبين وذاع ذكر الإسلام في العالمين .
    ثم انظر كيف يرسم القرآن الكريم المعركة بوضوحٍ بكل عناصرها ومقوماتها
    أن النصر هو نصر المدد لا نصر العدد ، نصر السماء لا نصر الحلفاء ، فمن أراد الله أن ينصره لا يهزم ولو تألبت عليه كل قوى البغي في العالم .
    أن النصر هو نصر العطية لا نصر الاستراتيجية ، فالمكان ضيقٌ محصور ، ولو أن أحد الأعداء رفع قدمه لأبصر من في داخله ، ومن في داخله أعزل بلا عتادٍ ، وبعيدٌ عن الأهل والعشيرة والأصحاب .
    لقد تحقق النصر في مواطن المعركة كلها ، وأعلن القرآن ذلك بوضوح بكلمة "إذ" ثلاث مرات .
    1- فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا .
    2- وقد نصره إذ هما في الغار ، فنبتت شجرة الراءة ، ونسجت العنكبوت ، وباض الحمام .
    3- وقد نصره إذ يقول لصاحبه لا تحزن ، والأعداء مطبقون ، وسراقة يشتد في المطاردة .
    وازدياداً من عبادة التدبر لنعد إلى الآيات مرةً أخرى {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ} ، ولو تخلى عنه الخلق والعبيد ، فالنصر هو نصر التأييد لا نصر العبيد ، والتقاعس يضر أصحابه ولا يرد النصر ، والنصر قد يتأخر ولكنه لا يتغير {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة آل عمران 126].
    {فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ} نعم النصر صناعة الله ، لقد نصره بالنفر الستة من الخزرج لما أن وجههم إليه ، ونصره عندما غادر وهو محاصر ، ونصره في الغار وهو محصور ، ونصره في الطريق وهو ملاحق .
    لقد نصره حياً وميتاً ، ونصره هذا باقٍ إلى يوم القيامة .
    ولقد كان نصره بالضعف لا بالقوة ، بالخاطر اللطيف وبالحمام الضعيف والعنكبوت الأضعف والنبات الأشد ضعفاً .
    {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} إن أصعب ما يلاقي الإنسان هو إخراجه من وطنه لأنه كالموت {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} [سورة النساء 66] .
    أجل لقد تسببوا في خروجه [ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت] ، حيث منعوه من نشر دعوته وتبليغ رسالته ، كما منعوا الناس من الوصول إليه ، فصمم على الخروج حيث يمكنه تأدية رسالة السماء .
    لقد كانت هجرته قراراً ولم تكن فراراً ، قرر أن يهاجر فقرروا قتله وليس العكس، وإلا لو كان القرار هو إخراجه وليس قتله لما خرجوا كالمجانين يطلبونه ، ولما جعلوا مائة ناقةٍ لمن يعيده حياً أو ميتاً .
    وبعض المرضى ممن يكتب التاريخ ويُخضعه للهوى ، يزعم أن المؤامرة على قتله كانت سبباً في هجرته ، وهذا مخالفٌ للتاريخ والواقع ، لأن هجرته كانت سبباً في مطاردته وإرادة قتله .
    {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} أي ليس معه سوى رجلٍ واحدٍ ولكنه مع الله الواحد {إن الله معنا} .
    {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} حينما تشتد الأمور تؤذن بالانفراج ، وقبيل انبلاج الفجر يشتد الظلام ، والنصر مع الصبر {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [سورة الشرح 6].
    {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ}
    حب القائد لأتباعه ومصاحبته لهم وملاطفته ومؤانسته من أسباب النجاح والنصر .
    والصدّيق كان حزيناً ولم يكن خائفاً ، وحزنه على الناس أن لا يسعدوا بالرسالة فيخسروا هذا الكنز العظيم والرسول الكريم .
    {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} هذه علاجٌ ومنهاج ، إذ لا علاج للأحزان إلا أن يكون المرء في معية الرحمن ، ومنهاج المؤمنين هو في تحقيق السعادة في العالمين {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}.
    تلك هي وحدها المفتاح لكل ما استغلق ، والمخرج من كل مأزق .
    {فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} الروح المعنوية ألوان ، أعلاها ما يتنزل من السماء ، يصنعها الإيمان وحب الشهادة ولقاء الأحبة محمداً وصحبه .
    لقد نزلت السكينة في جميع الأحوال:
    1- حينما نام عليٌ كرم الله وجهه وتلا عليه النبي صلى الله عليه وسلم آياتٍ من القرآن ، إذ من لم يسكن لا ينام .
    2- حينما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين المدججين بالسلاح وهو يقرأ القرآن ، حيث تتنزل السكينة .
    3- حينما لجأ إلى الغار ، والحمامة رمز السكينة .
    4- في الطريق إلى المدينة وسراقة يطارد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ، وفي الجحفة ينزل قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [سورة القصص 85].
    تدبر
    {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} النصر هو نصر الجنود التي لا ترى وليس نصر الجند التي تملأ الثرى ، وأقوى أنواع السلاح وأعتاها في تحصيل الظفر في المعارك ما لا يراه الخصم كالطائرات التي تحلق على ارتفاعاتٍ واسعة ، وكالأشعة ونحوها .
    القرآن وحيٌ وسكينة لا يراه الناس ، والنوم سكينة وهو لا يُرى أيضاً ، والجنود ملائكةٌ وسكينة وهي لا تُرى .
    ومن ابتغى العزة والنصرة من عند غير الله ذل وانهزم ، ومن طلب الحكمة من غير مصدرها باء بالفشل ، تلك هي بعض الأضواء ، وشمس الهجرة أنوارها لا تنقطع ، ولا يمكن أن نصحح المسيرة إلا بدراسةٍ رشيدةٍ للسيرة .
    بقلم فضيلة الشيخ عبد الهادي بدلة
    هدهوده2
    هدهوده2
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 561
    العمر : 37
    البلد : egypt
    الهوايات المفضلة : Reading & Cooking
    nbsp : أضواء من الآيات 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 58175

    أضواء من الآيات Empty رد: أضواء من الآيات

    مُساهمة من طرف هدهوده2 7/3/2009, 6:06 pm

    أضواء من الآيات (14)
    yaffoo
    yaffoo
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 254
    البلد : egypt
    بلد العضو : أضواء من الآيات Egyptcxse5
    nbsp : أضواء من الآيات 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 58823

    أضواء من الآيات Empty رد: أضواء من الآيات

    مُساهمة من طرف yaffoo 10/3/2009, 3:10 pm

    جزاكي الله عنا خير الجزاء اختي في الله

    أكرمكي الله فسيح جناته

    أثابكم الله الجنة ونعيمها
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 54
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : أضواء من الآيات 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 57846

    أضواء من الآيات Empty رد: أضواء من الآيات

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 12/3/2009, 7:49 am


    بارك الله فيكن أخواتى الحبيبات yaffoo * هدهوده
    جزاكن الله خير وأعانكن على نفع الامه
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 54
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : أضواء من الآيات 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 57846

    أضواء من الآيات Empty رد: أضواء من الآيات

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 12/3/2009, 7:52 am



    " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً .. "
    لبيك اللهم لبيك
    (التلبية جوهر الدين وعلامة اليقين)

    أضواء من الآيات E3D41998

    أمر الله العليم الحكيم خليله إبراهيم عليه السلام أن يحمل ولده الحبيب إسماعيل وزوجه الغالية هاجر عليهما السلام إلى أرضٍ قفرٍ لا زرع فيها ولا ضرع ، ولا شجر ولا بشر ، ولا ماء ولا نماء .

    وهناك في المكان الخالي من أسباب البقاء ، ترك إبراهيم ابنه وزوجته وقفل راجعاً إلى الشام .

    لقد استجاب خليل الرحمن عليه السلام لأمر ربه الحكيم دون تردد ولا توقف ، كما استجابت هاجر عليها السلام لأمر ربها حينما علمت ذلك في جواب سؤالها للزوج الكريم والرسول العظيم : " آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم ، فقالت دون تلعثمٍ ولا ضعف : (اذهب إنه لن يضيعنا) " .

    واستجاب الفتى المصنوع على عين الله إسماعيل عليه السلام لأمر الله في أن يكون مذبوحاً بيد والده الرسول الكريم إبراهيم عليه السلام ، فاستلقى على وجهه مستسلماً لأمر ربه دون تباطؤٍ ولا تثاقلٍ قائلاً وكله إيمانٌ وتسليم : { يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ } [الصافات 102] .

    كما استجاب كلٌ من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لأمر الله في بناء البيت العتيق ورفع القواعد ، ولما فرغا من بناء البيت أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يؤذن للناس بالحج { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا } [الحج 27] ، قال العلامة ابن كثير في التفسير : ( أي ناد في الناس داعياً لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه ) .

    قال إبراهيم : ( يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقال الله سبحانه وتعالى : يا إبراهيم ناد وعلينا البلاغ . فقام على مقامه ، وقيل على الحجر ، وقيل على الصفا ، وقيل على أبي قبيس ، وقال: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجّوه ، فتواضعت الجبال حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيءٍ سمعه من حجرٍ ، ومدرٍ وشجرٍ ، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة : لبيك لبيك ، لبيك اللهم لبيك ) .

    فماذا كانت نتيجة الاستجابة والاستسلام لأمر العليم الحكيم سبحانه وتعالى ؟

    لقد كان الحفظ والحماية ، وكانت الحياة والفضل العظيم .

    استجاب الله تعالى لإبراهيم في ضراعته { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } [إبراهيم 37]، فجعل الوادي المهجور المخوف بلداً آمناً مطمئناً تهوي إليه الأفئدة وتحمل إليه الثمرات ، ويحج إليه الناس من كل فجٍ عميق .

    وحفظ الزوج والولد ، وأنشأ منهما ذريةً مباركةً عظيمة ، منها كان سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أعظم مخلوقٍ وأشرف مرسل .

    كما استجاب الله لهاجر في افتقارها وانكسارها ، فتفجر الماء الكريم من تحت أقدام الرضيع عذباً نميراً ، (زمزم أشرف ماء وأفضل هديةٍ تقدم للأحياء) ، وحفظ الله المولود ، وصارت الصفا والمروة من شعائر الله .

    كما استجاب الحق جل جلاله لإبراهيم رسوله الكريم ، فأبطل عمل السكين ، وتنزل الملك جبريل بالذِبح العظيم ، وحفظ المولود من الموت المبين ، وبقيت الأضحية (الفداء) سنةً باقيةً إلى يوم الدين ، وغدا المكان (منىً) كله منحراً لذبائح المؤمنين المتقين ، إنه القانون العظيم : ( الاستجابة مفتاح الحفظ والإجابة ) ، وهو ذاته يساوي : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، أي إجابةً بعد إجابة ، وإقامةً على الطاعة ، وإقبالاً على العمل بما تأمر وتريد .

    والتلبية هي جوهر الدين ، وعلامة اليقين ، وخلاصة الحج ، وروح العبادة ، وأقصر السبل إلى تحقيق السعادة في الدارين .

    في الحج يستجيب الحجيج لأمر الله فتكون الإجابة : [الحجاج وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم] البزار ورواته ثقات، [يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا] رواه البيهقي ، يغفر لهم ولمن استغفروا له [أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له] الحاكم .

    الاستجابة – التلبية – هي مفتاح كنوز الحج وأسراره ، والباب إلى قطف ثماره وآثاره ، ومن لم يحسنها ويتحقق بها ويعيشها لا يمكنه مهما كانت أفعاله وأقواله أن يصل إلى تلك الكنوز .

    تدبر آيات الكتاب الحكيم ، وانظر سرعة الإجابة لمن حقق الاستجابة ، وقف خاشعاً عند الفاء ، فاء السرعة وحرق المسافات واختصار الطاقات { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ } [الأنفال 9] ، { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [يوسف 33-34] ، { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [الأنبياء 89-90] ، { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } [الأنبياء 87-88] ، { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ } [الأنبياء 83-84] ، { وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ } [الأنبياء 76] ، وعباد الله من الصالحين المؤمنين المستجيبين لأوامر الله رب العالمين قطفوا الاستجابة { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } [آل عمران 195] .

    فكيف نفهم الاستجابة دون عناءٍ ولا تطويل ؟ يمكننا قراءتها بيسرٍ وسهولة في مواقف الذرية المباركة إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام ، إنها : الامتثال والأعمال ، والافتقار والانكسار ، والسعي والإسلام .. تسلّم وتسعى وتنكسر ، إنها معادلة (القفر) ، اقلب الحروف يتضح الأمر : (القفر + الفقر = الرفق) احفظ هذا القانون وحافظ عليه ، ولاحظ دائماً أن جميع ما في الحج هو الاستجابة : إحراماً باللباس وطوافاً بالبيت وسعياً بين الصفا والمروة ووقوفاً بعرفات ومبيتاً ورمياً وذبحاً وحلقاً ، وذلك هو مقام الخليل إبراهيم عليه السلام ، الاستجابة والتسليم ، وهو الغاية من التلبية التي هي مفتاح السعادة في الدارين { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأحقاف 31]، { اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال 24] ، { لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى } [الرعد 18] ، { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [البقرة 186] .

    تأمل المغفرة والنجاة من العذاب ورضوان الله والجنة والحياة الراشدة ، تلك هي بعض ثمرات الاستجابة ، { وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } [الرعد 18] ، { وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ } [الأحقاف 32] ، { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ } [القصص 50] .

    لاحظ العذاب والضياع والتخبط وفقدان المصير ، هي عاقبة ترك الاستجابة .

    الأحياء والمؤمنون الصالحون هم الذين يستجيبون ، { وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } [الشورى 26] ، { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [الأنعام 36] .

    كذلك هي الاستجابة فريضةٌ وفضيلة ، فهل من مدّكر .

    بقلم فضيلة الشيخ عبد الهادي بدلة

      الوقت/التاريخ الآن هو 11/5/2024, 7:28 pm