منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


4 مشترك

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب

    ابن الاسلام
    ابن الاسلام
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 933
    العمر : 44
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الكره
    nbsp : الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب 15781611
    درجات الاجاده : 3
    نقاط : 60473

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب Empty الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب

    مُساهمة من طرف ابن الاسلام 24/7/2008, 10:12 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله
    و الصلاة و السلام على خير خلقه
    صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
    الثبات على دين الله
    كتبه الشيخ / محمد حسين يعقوب
    حفظه الله
    أهمية الموضوع تكمن في أمور منها:
    - إن الثبات على دين الله مطلـب أسـاسـي لكل مسلم صادق يـريـد سلوك الصراط المستـقـيم بعزيمة ورشد.
    - وضع المجتمعات الحالية التي يعيش فيها المسلمون، وأنواع الفتن والمغريات التي بنارها يكتوون، وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريباً، فنال المتمسكون به مثلاً عجيباً:"القابض على دينه كالقابض على الجمر".
    ولا شك عند كل ذي لُب أن حاجة المسلم اليوم للثبات أعظم من حاجة أخيه أيام السلف والجهد المطلوب لتحقيقه أكبر.
    - كـثـرة حوادث الردة والنكوص على الأعقاب، والانتكاسات بين المسلمين؛ مما يحمل المسـلـم على الخوف من أمثال تلك المصائر، ويتلمس وسائل الثبات للوصول إلى بر آمن.
    - ارتباط الموضوع بـالـقـلـب؛ الذي يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأنه: "لَقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القِدْر إذا استجمعت غلياناً".
    ويضرب - عليه الصلاة والـسـلام - للقلب مثلاً آخر فيقول: "إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن"، فسبق قول الشاعر:
    ما سمي الإنسان إلا لنسيانه ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فتـثبـيت هذا المتقلب برياح الشهوات والشبهات أمر خطير يحتاج لوسائل جبارة تكافئ ضخامة المهمة وصعوبتها.
    ومن رحمة الله - عز وجل - بنا أن بيّن لنا في كتابه وعلى لسان نبيه وفي سيرته وسائل كثيرة للثبات، أستعرض معك - أيها القارئ الكريم - بعضاً منها:
    أولاً: الإقبال على القرآن:
    القرآن العظيم وسيلة التثبيت الأولى وهو حبل الله المتين، والنور المبين، من تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.
    نـص الله على أن وظـيفـة هذا الكتاب والـغـايـة الـتـي من أجلها أنزله منجّماً مفصلاً هي التثبيت، فقال -تعالى - في معرض الرد على شُبه الكفار: {وقَالَ الَذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ورَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً * ولا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:32،33].
    كيف يكون القرآن مصدراً للتثبيت؟!
    * لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله.
    * لأن تـلـك الآيات تـنـزل برداً وسلاماً على قـلـب المؤمن الذي تعصف به رياح الفتنة، فيطمئن قلبه بذكر الله.
    * لأنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يقوّم الأوضاع من حوله، وكذا الموازين التي تهيئ له الحكم على الأمور،فلا يضطرب حكمه،ولا تتناقض أقواله باختلاف الأحداث والأشخاص.
    * لأنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين كالأمثلة الحية التي عاشها الصدر الأول.
    ما هو أثر قول الله - عز وجل -: {مَا ودَّعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى} [الضحى:3] على نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قال المشركون: ودع محمد؟!
    ما هو أثر قول الله - عز وجل -: {لِّسَانُ الَذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [النحل:103] لما ادعى كفار قريش أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- إنما يعلمه بشر، وأنه يأخذ القرآن عن نجار رومي بمكة؟!
    ما هـو أثـر قـول الله - عز وجل -: {أَلا فِي الفـِتـْنـَةِ سَقَـطُوا} [التوبة:49] في نفوس المؤمنين لما قال المنافق: {ائْذَن لِّي ولا تَفْتِنِّي[التوبة:49]؟!
    أليس تثبيتاً على تثبيت، وربطاً على القلوب المؤمنة، ورداً على الشبهات، وإسكاتاً لأهل الباطل..؟
    بلى وربي.
    ومن هنا نستطيع أن ندرك الـفـرق بـيـن الذين ربطوا حياتـهـم بالقرآن، وأقبلوا عليه تلاوة وحفظاً وتفسيراً وتدبراً؛ منه ينطلقـون، وإليه يفيئون، وبين مَن جعلوا كلام البشر جل همهم وشغلهم الشاغل.
    ثانياً: التزام شرع الله والعمل الصالح:
    قال الله - تعالى -: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ويُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ويَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27].
    قال قتادة:" أما {فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} فيـثـبـتـهـم بالخير والعمل الصالح {وفِي الآخِرَةِ} في القبر. وكذا روي عن غير واحد من السلف. وقال سبحانه: {ولـَوْ أَنـَّهـُمْ فـَعـَلـُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وأَشَدَّ تَثْبِيتاً} [النساء: 166]، أي على الحق".
    وهذا بيّن، وإلا فهل نتوقع ثباتاً من الكسالى القاعدين عن الأعمال الصالحـة إذا أطـلـت الفتنة برأسها وأدلهم الخطب؟ ولكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يـهـديـهـم الله إليه صراطاً مستقيماً ويثبتهم بما ثبتوا به أنفسهم في الدنيا.
    ثالثاً: تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل:
    والدليل على ذلك قوله - تعالى -: {وكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنـبـَاءِ الـرُّسـُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ ومَوْعِظَةٌ وذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود:120].
    فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- للتسلـيـة والتـفـكه، وانما لغرض عظيم هو تثبيت فؤاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأفئدة المؤمنين معه.
    فلو تأملت - يا أخي! - قول الله - عز رجل -: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وانصُرُوا آلِـهَـتَـكُـمْ إن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وسـَلامـاً عَلَى إبْـرَاهِـيـمَ * وأَرَادُوا بِـهِ كَـيـْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ} [الانبياء:68-70]، قال ابن عباس: "كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: "حسبي الله ونعم الوكيل".
    ألا تشعر بمعنى من معاني الثبات أمام الطغـيـان والعذاب يدخل نفسـك وأنت تتأمل هذه القصة؟
    لو تدبرت قول الله - عز وجل - في قصة موسى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الجَـمـْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إنَّا لَمُدْرَكُونَ. قَالَ كَلاَّ إنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:61،62]، ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقـة الظالميـن، والـثـبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر هذه القصة؟
    لو استعرضت قصة سحرة فرعون؛ ذلـك المـثـل العجيب للثلة التي تثبت على الحق بعدما تبين، ألا ترى أن معنى عظيماً من معاني الـثـبات يستقر في النفس أمام تهديدات الظالم وهو يقول: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إنَّهُ لَكَبـِيـرُكـُمُ الَذِي عَلَّمَكُمُ الـسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ولأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ولَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عـَذَابـاً وأَبْقَى} [طه:71] - ثبات القلة المؤمنة الذي لا يشوبه أدنى تراجع وهم يقولون: {قَـالـُوا لَـن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ والَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه:72].
    وهكذا قصة المؤمن في سورة يس ومؤمن آل فرعون وأصحاب الأخدود وغيرها.. يكاد الثبات يكون أعظم دروسها قاطبة.
    رابعاً: الدعاء:
    من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم: {رَبَّـنـَا لا تُـزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران:8]، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} [البقرة:250].
    ولما كانت "قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقـلـب القـلـوب والأبصار ثبت قلبي على دينك».
    خامساً: ذكر الله:
    وهو من أعظم أسباب التثبيت. وتأمل هذا الاقتران بين الأمرين في قوله - عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً} [الأنفال:45] فجعله الله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد. وتأمل أبدان فارس والروم كيف خانتهم أحوج ما كانوا إليها!! بالرغم من قلة عدد وعدة الذاكرين الله كثيراً.
    وبماذا استعان يوسف - عليه السلام - في الثبات أمام فتنة المرأة ذات المنصب والجمال لما دعته إلى نفسها؟ ألم يدخل في حصن {معاذ الله}، فتكسرت أمواج جنود الشهوات على أسوار حصنه؟
    سادساً: الحرص على أن يسلك المسلم طريقاً صحيحاً:
    والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه هو طريق أهل السنة والجماعة؛ طريق الطائفة المـنـصورة والفرقة الناجية، ذو العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة والدليل، والتميز عن أعداء الله ومفاصلة أهل الباطل.
    وإذا أردت أن تـعـرف قيمة هذا في الثبات، فتأمل وسائلْ نفسك؛ لماذا ضل كثير من السابقين واللاحقين، وتحـيروا، ولم تـثبـت أقدامهم على الصراط المستقـيم، ولا ماتوا عليه، أو وصلوا إليه بعدما انقضى جل عمرهم، وأضاعوا أوقاتاً ثمينة من حياتهم؟
    فـتـرى أحدهـم يـتـنـقل في منازل البدع والضلال من الفلسفة إلى عالم الكلام والاعتزال إلى التحريف إلى التصوف والتفويض والإرجاء...
    وهكذا أهل البدع يتحيـرون ويضـطـربون، وانظر كيف حرم أهل الكلام الثـبات عند الممات فقال السلف: "أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام".
    لكن فكر وتدبر؛ هل رجع أحد من أهل السنة والجماعة عن الطريق سخطةً بـعـد إذ وفـقـه وسلكه؟ فقد يتركه لأهواء وشهوات أو لشبهة عرضت لعقله الضعيف، لكن لا يتركه لأنه قد رأى أصح منه أو تبين له بطلانه. ومصداق هذا مساءلة هرقل لأبـي سفـيـان عن أتـبــاع محمد -صلى الله عليه وسلم- قال هرقل لأبي سفيان: "فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟" قال أبو سفيان: "لا". ثم قال هرقل: "وكذلك الإيـمـان حيـن تخـالـط بشاشته القلوب".
    سمعنا كثيراً عن كبار تنقلوا في منازل البدع أو هداهم الله، فتركوا الباطل، وانتقلوا إلى مذهب أهل السنة والجماعة ساخطين على مذاهبهم الأولى، ولكن هل سمعنا العكس؟!
    فإن أردت الثبات؛ فعليك بسبيل المؤمنين.
    يتبع
    ابن الاسلام
    ابن الاسلام
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 933
    العمر : 44
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الكره
    nbsp : الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب 15781611
    درجات الاجاده : 3
    نقاط : 60473

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب Empty رد: الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب

    مُساهمة من طرف ابن الاسلام 24/7/2008, 10:12 pm

    سابعا التربية: التربية الإيمانية العلمية الواعية المتدرجة عامل أساسي من عوامل الثبات.
    الـتـربـيـة الإيـمـانـيـة: التي تحيي القـلـب والضمير بالخوف والرجاء والمحبة، المنافية للجفاف الناتج من البعد عن نصوص القرآن والـسـنـة، والعكوف على أقاويل الرجال.
    التربية العلمية: القائمة على الدليل الصحيح، المنافية للتقليد والإمعية الذميمة.
    التربية الواعية: الـتـي تعـرف سـبـيـل المجـرمين، وتدرس خطط أعداء الإسلام، وتحيط بالواقع علماً، وبالأحداث فهماً وتقويماً، المنافية للانغلاق والتقوقع على البيئات الصغيرة المحدودة.
    التربية المتدرجة: التي تسير بالمسلم شيئاً فشيئاً، تـرتـقـي بـه فـي مـدارج كماله بتخطيط موزون، والمنافية للارتجال والتسرع والقفزات المحطِّمة.
    ولكي ندرك أهمية هذا العنصر من عناصر الثبات، فلنعد إلى سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونسائل أنفسنا: ما هو مصدر ثبات صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مـكـة إبَّـان فـتـرة الاضـطـهـاد؟ كيف ثبت بلال وخباب ومصعب وآل ياسر وغـيـرهـم مـن المستضعفين وحتى كبار الصحابة في حصار الشِّعب وغيره؟ هل يمكن أن يكون ثباتهم بغير تربية عميقة من مشكاة الـنـبـوة ثقَّـلت شخصياتهم؟
    لنأخذ رجلاً صحابياً مثل:خباب بن الأرت -رضي الله عنه- الذي كانت مولاته تُحْمي أسياخ الحديد حتى تحمَر،ثم تطرحه عليه عاري الظهر، فلا يطفئها إلا ودك (شحم) ظهره حين يسيل عليها، ما الذي جعله يصبر على هذا كله؟ و"بلال" تحت الصخرة في الرمضاء؟ و"سميَّة" في الأغلال والسلاسل..؟! وهناك سؤال منبثق من موقف آخر في العهد المدني؛ مَن الذين ثبتوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حنين لما انهزم أكثر المسلمين؟ هل هم مسلمو الفتح -الذين خرج أكثرهم طلباً للغنائم- وحديثو العهد بالإسلام؟ كلا... إن غالب من ثبت هم أولئك الصفوة المؤمنة التي تلقت قدراً عظيماً من التربية على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لو لم تكن هناك تربية؛ تُرى هل سيثبت هؤلاء؟
    ثامناً - الثقة بالطريق:
    لا شك أنه كلما ازدادت الثقة بالطريق الذي يسلكه المسلم كان ثباته عليه أكبر... ولهذا وسائل منها:
    - استشعار أن الصراط المستقيم الذي تسلكه ليس جديدا ولا وليد قرنك وزمانك، وإنما هو طريق عتيق قد سار فيه من قبل الأنبياء والصديقين والعلماء والشهداء والصالحين، فتزول غربتك، وتتبدل وحشتك أُنساً، وكآبتك فرحاً وسروراً، لأنك تشعر بأن أولئك كلهم إخوة لك في الطريق والمنهج.
    - الشعور بالاصطفاء، قال الله -عز وجل-: {الحَمْدُ لِلَّهِ وسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَذِينَ اصْطَفَى} [النمل:59]، {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر:32]،{وكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ويُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} [يوسف:6]... وكما أن الله اصطفى الأنبياء؛ فللصالحين نصيب من ذلك الاصطفاء وهو ما ورثوه من علوم الأنبياء.
    ماذا يكون شعورك لو أن الله خلقك جماداً، أو حيواناً، أو كافراً ملحداً، أو داعية إلى بدعة، أو فاسقاً، أو مسلماً غير داعية لإسلامه، أو داعية في طريق متعدد الأخطاء؟
    ألا ترى أن شعورك باصطفاء الله لك؛ وأن جعلك داعية من دعاة أهل السنة والجماعة من عوامل ثباتك على منهجك وطريقك؟
    تاسعاً - الالتفاف حول العناصر المثبتة:
    تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به -عليه الصلاة والسلام-:«إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر».
    البحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين، والالتفاف حولهم معينٌ كبير على الثبات، حتى قال بعض السلف: ثبَّت الله المسلمين برجلين:"أبي بكر" يوم الردة، و"الإمام أحمد" يوم المحنة.
    وهنا تبرز الأخوة الإسلامية كمصدر أساسي للتثبيت، فإخوانك الصالحون هم العون لك في الطريق، والركن الشديد الذي تأوي إليه؛ فيثبتونك بما معهم من آيات الله والحكمة... الْزمْهم وِعِش في أكنافهم، وإياك والوحدة فتخطفك الشياطين.
    عاشراً - الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام:
    نحتاج إلى الثبات كثيراً عند تأخر النصر، حتى لا تزل الأقدام بعد ثبوتها. قال تعالى:{وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ومَا ضَعُفُوا ومَا اسْتَكَانُوا واللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * ومَا كَانَ قَوْلَهُمْ إلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} [ال عمران:146-148].
    ولما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يثبت أصحابه المعذبين أخبرهم بأن المستقبل للإسلام في أوقات التعذيب والمحن؛ فماذا قال؟
    جاء في حديث خباب عند البخاري:«ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه».
    فعرْض أحاديث البشارة بأن المستقبل للإسلام على الناشئة مهمٌّ في تربيتهم على الثبات.
    حادي عشر- معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به:
    في قول الله -عز وجل-:{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَذِينَ كَفَرُوا فِي البِلادِ} [ال عمران:196] تسريةٌ عن المؤمنين وتثبيت.
    وفي قوله -عز وجل-: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد:17] عبرةٌ لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له.
    ومن طريقة القرآن فضحُ أهل الباطل وتعريةُ أهدافهم ووسائلهم: {وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ} [الأنعام:55]، حتى لا يؤخذ المسلمون على حين غرة، وحتى يعرفوا من أين يؤتى الإسلام، وكم سمعنا ورأينا حركات تهاوت ودعاة زلت أقدامهم؛ ففقدوا الثبات لما أتوا من حيث لم يحتسبوا بسبب جهلهم بأعدائهم.
    ثاني عشر - استجماع الأخلاق المعينة على الثبات:
    وعلى رأسها: الصبر، ففي حديث الصحيحين:«ما أُعطي أحدٌ قط خيراً وأوسع من الصبر»،وأشد الصبر: عند الصدمة الأولى، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل النكسة، ويزول الثبات إذا عُدم الصبر. تأمل فيما قاله ابن الجوزي -رحمه الله-: (رأيت كبيراً قارب الثمانين وكان يحافظ على الجماعة، فمات ولدٌ لابنته، فقال: ما ينبغي لأحدٍ أن يدعو، فإنه ما يستجيب. ثم قال: إن الله تعالى يعاند فما يترك لنا ولداً). تعالى الله عن قوله علواً كبيراً.
    لما أُصيب المسلمون في أُحد لم يكونوا ليتوقعوا تلك المصيبة لأن الله وعدهم بالنصر، فعلمهم الله بدرس شديد بالدماء والشهداء: {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} [آل عمران:165].
    ماذا حصل من عند أنفسهم:
    - فشلتم،
    - وتنازعتم في الأمر،
    - وعصيتم،
    - منكم من يريد الدنيا.
    مواطن الثبات:
    وهي كثيرة تحتاج إلى تفصيلٍ، نكتفي بسرد بعضها في هذا المقام:
    أولاً: الثبات في الفتن:
    التقلبات التي تصيب القلوب سببها الفتن، فإذا تعرض القلب لفتن السراء والضراء فلا يثبت إلا أصحاب البصيرة الذين عمّر الإيمان قلوبهم. ومن أنواع الفتن:
    - فتن المال: {ومِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ولَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وتَوَلَّوْا وهُم مُّعْرِضُونَ} [التوبة:75-76].
    - فتنة الجاه: {واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتَّبَعَ هَوَاهُ وكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف:28]
    - فتنة الزوجة: {إنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُواً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14].
    - فتنة الأولاد: {إنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُواً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14]. «الولد مجبنة مبخلة محزنة».
    - فتنة الاضطهاد والطغيان والظلم: ويمثلها أروع تمثيل قول الله -عز وجل-:{قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ * إذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * ومَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج:4-5].
    وروى البخاري عن خباب -رضي الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد برده في ظل الكعبة. فقال -عليه السلام-: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها فيؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، ما يبعده عن دينه...».
    - فتنة الدجال: وهي أعظم فتن المحيا: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:«يا أيها الناس؛ إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله آدم أعظم من فتنة الدجال... أيها الناس؛ فاثبتوا، فإني سأصفه صفة لم يصفها إياه قبل نبيٌّ...».
    وعن مراحل ثبات القلوب وزيغها أمام الفتن: يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشربها نكتت في قلبه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا؛لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُربَّداً كالكوز مُجَخِّياً لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرب من هواه».
    ثانياً: الثبات في الجهاد:
    {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} [الأنفال:45].
    ثالثاً: الثبات على المنهج:
    {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]، مبادئهم أغلى من أرواحهم، إصرار لا يعرف التنازل...
    رابعاً: الثبات عند الممات:
    {إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30].
    اللهم اجعلنا منهم، اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    دودو84
    دودو84
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 963
    العمر : 39
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59150

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب Empty رد: الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب

    مُساهمة من طرف دودو84 24/7/2008, 10:55 pm

    80891 - لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا استجمعت غليانا
    الراوي: المقداد بن الأسود - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5147
    137249 - يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
    الراوي: شهاب بن المجنون الجرمي - خلاصة الدرجة: [فيه] محمد القيسي قال ابن عدي : ما أرى به بأسا - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 5/2766
    27588 - إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ؛ فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يده ؛ وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [فيه] ابن أبي حميد منكر الحديث وله شاهد - المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 158
    [justify]81731 - تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا ، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا ، لا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه
    الراوي: حذيفة بن اليمان - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2960

    108573 - شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ؟ فقال : ( قد كان من قبلكم ، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ، فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ) .
    الراوي: خباب بن الأرت - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6943


    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60100

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب Empty رد: الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب

    مُساهمة من طرف zmzm 25/7/2008, 7:33 pm

    53910 - يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: غريب - المحدث: العراقي - المصدر: الأربعون العشارية - الصفحة أو الرقم: 205




    84039 - ما يكون عندي من خير ، فلن أدخره عنكم ، و إنه من يستعف يعفه الله ، و من يستغن يغنه الله ، و من يتصبر يصبره الله ، و ما أعطى أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر
    الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5819
    120261 - شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، قلنا له : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو الله لنا ؟ قال : ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض ، فيجعل فيه ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب ، وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله ، أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ) .
    الراوي: خباب بن الأرت - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3612
    جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الاكثر من رائع وجعله الله فى ميزان حسناتكم
    اللهم ارزقنا الثنات على طاعتك وتجنب معصيتك
    اللهم امين
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 54
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 57856

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب Empty رد: الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 30/7/2008, 2:06 pm

    الثبات على دين الله للشيخ /محمد حسين يعقوب D22d95a592

      الوقت/التاريخ الآن هو 13/5/2024, 1:51 am